![]() |
![]() |
|
هل تحفظ سورة الإخلاص والمعوذات حقا ؟ إن الذي لا يكابد منزلة الإخلاص، ولا يجاهد نفسه على حصنها المنيع، ولا يتخلق بمقام توحيد الله في كل شيء رغبا ورهبا؛ فليس بحافظ حقا لسورة الإخلاص ! وإن الذي لا يذوق طعم الأمان عند الدخول في حمى " المعوذتين " لا يكون قد اكتسب سورتي الفلق والناس ! [د. فريد الأنصاري] استدل بعضهم بقول نوح عليه السلام لقومه : { وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } بأن ثمرة ذلك وجوب تعظيم المؤمن، وتحريم الاستخفاف به، وإن كان فقيرا عادما للجاه، متعلقا بالحِرف الوضيعة؛ لأنه تعالى حكى كلام نوح وتجهيله للرؤساء لمّا طلبوا طرد من اعتبروه من الأراذل. [ القاسمي ] من مظاهر التكبر العقلي، عدم الرضا بما يرضى به بسطاء الناس، { أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } ، { وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } ، { إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } ثم تبدأ صورة أشد من هذه حين يجعل المتكبر انقياده للأمر دليلا على أنه صحيح، وعدم انقياده للأمر دليلا على أنه خاطئ ! { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَهَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } ! [ ناصر المدلج ] كان الحسن البصري إذا قرأ : { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا } قال : هذا وصف نهارهم، وإذا قرأ : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } قال : هذا وصف ليلهم. وها نحن ـ في هذه الليالي ـنعيش 10 ساعات من بعد العشاء إلى الفجر ـ أفليس من الغبن العظيم أن تمضي كلها دون وقوف ـ ولو قليلا ـ بين يدي رب العالمين ؟ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم، ويستقله، ويعتذر من التقصير. [ الرازي ] { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ } ، { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } ، { وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ } ، { وَمَن جَاهَدَفَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } ، أي شيء أبلغ من هذا الحشد من الآيات في تربية القرآن لأهله ليعتنوا بتربية نفوسهم، وتعبيدها لرب العالمين ؟ [ د. عبدالعزيز العويد ] ![]() |
||
![]() |
![]() |